AU

ورشة عمل حول آفاق تطوير منهاج اللغة العربية في كليات جامعة الأندلس

تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عامر المارديني رئيس الجامعة، واستكمالاً لفعاليات برنامج تطوير العلوم الأساسية في جامعة الأندلس، عقد يوم السبت 7/01/2023   في  هيئة البحث العلمي  ورشة عمل تطوير منهاج اللغة العربية في كليات الجامعة.

وقد افتتح الأستاذ الدكتور محمد يحيى  معلا رئيس لجنة الاعتماد العلمي كلمة رحب من خلالها بالحضور، وبيَّن أنَّ الهَدفَ من الوَرشَة هو تطوير مِنهَاج تعليم اللُّغة العربيَّة لِغير المُختصِّين في الجامعة، والارتقاء به ليتناسبَ مع عصر المعلوماتيَّة، وحاجة الدَّارِس الجَامعيّ في تحصيلِه العِلميّ، ولِتَجنُّبِ الحشو والتَّكرار فيه، والاقتصار على ما يخدم الخريج الجامعيِّ في سوق العمل.

ثم تحدث الأستاذ الدكتور محمد عامر المارديني رئيس الجامعة، وأشار إلى ضرورة عدم الاقتصار على النحو في تدريس اللغة العربية، مفندا خطأ هذا الفعل ومدى ضرره على الطلبة وعلى تدريس المقرر، كما أكد على ضرورة الانتقال من التلقين إلى التمهير في تعليم اللغات، إذ أصبح تدريس اللغات في عصرنا الحالي مهارة من المهارات.

ثم بدأت الدكتور فيروز الموسى منسِّق المُقرر بالحديث عن مكانة اللُّغَة العربيَّة التي تُعَدُّ من أهمِّ اللُّغاتِ الحَيَّة في عالمنا اليوم. وقد زادَهَا اللهُ شرفاً ورفعةً عندما أنزلَ بها القرآنُ الكريمُ. وأكدَّتِ الدِّرَاسَاتُ أنَّ اللُّغةَ العربيَّةَ من أغنى اللُّغاتِ من حيثُ الأساليبُ والتَّعبيراتُ والمُترادفَاتُ والأصواتُ والمقاطعُ، ولكن تعرّضَت هذه اللُّغةُ لهجماتٍ شَرِسَةٍ عبر العُصور من أعداء العرب والمُسلمين. وأشارت إلى دور الريادة لسورية في مجالين اثنين: تَعريب التَّعليم، وتدريس اللُّغة العربيَّة لغير المُختصِّين.

ثم تَنَاول الدكتور كسرى زهيري محور "مُقرر اللُّغة العربيَّة في الجامعات الحكوميَّة بين الواقع والمأمول"؛ فَعرض لتدريسِ اللُّغة العربيَّة في الجامعات الوطنيَّة حينما كان المُقررُ يُدرَّس في جميع السَّنوات بهدفِ تمكين الطَّالب من استخدام اللُّغَة (مفردات وتراكيب) في التَّعبير والتَّحصيلِ العلميِّ والترجمة، وكانت تُحقِّقُ الهدفَ لأنَّ الطالبَ كان يتلقَّى علومه التَّخصُّيصِيَّة باللُّغة العربيَّة. ثُمَّ  تحدث الدكتور زهيري عن التعديل الذي طرأ لاحقا على الخطة الدرسيَّة إذْ حُصِرَ تدريس المُقرر في السَّنة الأولى، أو الثَّانية وفي فصلٍ واحدٍ، الأمر الذي أفقد المقرر روحه، وقلل من فرص تحقيق الغاية المرجوة منه.

وعرض الدكتور ماهر عيسى حبيب محور " تجارب الجامعات الوطنيَّة والخاصَّة في تعليم العربيَّة لغير المُختصِّين". فتناول موضوع اكتسابِ اللُّغة من حيثُ هي ظاهرة إنسانيَّة عامَّة لكل بني البشر، حيثُ أصبح يُنظَر إلى مفهوم اللُّغة في اكتسابها وتعلُّمها وتعليمها على أنَّها عادة كسائر العادات التي يكتسبُها المرءُ في حياته، ولذلكَ لا بدَّ أن يسبقَ اكتسابَ اللُّغة اكتسابُ المهارة اللغويَّة، وليس تزويد المُتعلِّم بِمجموعَة من المُفرداتِ، والقواعد النحويَّة، والمُصطلحات البلاغيَّة، ممَّا أدَّى إلى تطوُّرٍ في مفهوم تعليم اللُّغة؛ حيثُ انتقل من التَّلقين إلى التَّمهير، فَنسخ هذا المفهوم ما كان سائداً في القرن الماضي من حيثُ النَّظر إلى اللُّغةِ في تعليمها على أنَّها مجموعةٌ من الحقائق على المعلِّم أَنْ يُلقنها تلقيناً، وعلى المُتعلِّم حفظها واستظهارها.

ثم خصَّصَ الدكتور حبيب حديثه في تعليم العربية؛ فعرض بعض منهاج تعليم اللُّغة العربيَّة في الجامعات الوطنيَّة والخاصَّة الأخرى في سورية، وفي بعض البُلدان العربيَّة، ليتجه إلى الدَّائرة الأخصُّ وهي تعليم العربيَّة لغير المُختصِّين في جامعة الأندلس.

وبعد أن تم إجراء نقاش موسع حول طريقة تدريس مقرر اللغة العربية في كليات جامعة الأندلس، تم طرح مجموعة من التوصيات، من أهمها:

  • وضع كتابٍ خاصٍّ لكلّ تخصًّص لتتناسبَ النُّصوصُ المُختارةُ مع اختصاص الطَّالب للتحفيز على الاهتمام بالمادة.
  • إعداد مُقررات جديدة تعتمدُ على النُّصوص ومن خلال النُّصوص يتمُّ التذكير بالقواعد النَّحويَّة واللُّغويَّة والإملائيَّة.
  • الابتعاد عن التَّلقين في التَّدريس واعتماد أسلوب الحوار والمُحادثة مع الطُّلاب.
  • تخصيص درجة 50% للقسم العملي و50% للقسم النَّظري المُؤتمت كي يُمارس  الكتابة والتعبير بشكلٍ فعليٍّ.